2024/02/04
الصراع السعودي الإماراتي يعود مجددا في حضرموت.. المآلات والنتائج؟

تشهد محافظة حضرموت، صراعا محتدما على النفوذ، بين المجلس الانتقالي، - المدعوم إماراتيا -، وقوات درع الوطن - المدعومة سعوديا ، وهو صراع يهدد بتقسيم المحافظة وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، فدعوات التظاهر التي دعا لها المجلس الانتقالي، مؤخرا، قد تؤدي إلى صدامات بين أنصار الانتقالي ومعارضيه.

يرى أبناء حضرموت، أن هذه التظاهرات قد تكون، غطاء لأحداث عنف وفوضى، أو تقسيم المحافظة، إلى مناطق نفوذ، وهو ما تخطط له أطراف، ضمن سعيها لتقسيم اليمن بشكل عام.

 

صراع سعودي إماراتي

يقول المحلل السياسي، ياسين التميمي، المفاجأة، أن محافظة حضرموت تنزلق نحو اضطرابات سياسية وعسكرية وأمنية، وهذا هو الأخطر في التطورات الأخيرة، التي تشهدها مدينة المكلا، عاصمة المحافظة، في الوقت الذي كانت قد شهدت فيه حضرموت تطورا سياسيا مهما، يتمثل في توافق أبناء المحافظة على مجلس حضرموت الوطني، كإطار سياسي جامع لهم.

ويضيف: من الواضح أن التشظي في حضرموت، لا يزال موجودا، والذي يعود إلى أن التركة السياسية والأمنية، التي تعود إلى ما قبل العقد الأخير، والتي تشكلت وفق رؤية مختلفة، لها علاقة بالمشروع الانفصالي، ولها علاقة بطموحات دولة الإمارات التي تركت بصمات قوية في المحافظة، من خلال تشكيل النخبة الحضرمية، ولعبت دور في إنهاء نفوذ أنصار الشريعة.

وتابع: عندما نذكر أنصار الشريعة، نذكرهم بأنهم عبارة عن أدوات ولعبة، تابعة لأجهزة النظام السابق، وتم التخلص منها كما تم الاتيان بها إلى المكلا.

وأردف: الإمارات من خلال التعاطي مع ما يجري في محافظة حضرموت، استطاعت أن تعطي انطباع للداخل والخارج، أنها تتعاطى أمنيا في محافظة حضرموت، وتحارب الإرهاب أكثر من أي شيء آخر، وأنشأت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، في هذه المحافظة على هذا الأساس.

وزاد: محاولة تكريس فكرة الإرهاب كأولوية، للتعاطي مع محافظة حضرموت، فيه ظلم كبير، لأن حضرموت، محافظة كبيرة ومسالمة إلى حد كبير، وفيها حيوية ونخب، وطبقة وسطى، وفيها رجال أعمال، وكل المقاومات التي تسمح بوجود نهضة قوية فيها، وتسمح بأن يكون لها مكانة مميزة على الساحة اليمنية.

وقال: ما حدث أن الإمارات أصبغت على محافظة حضرموت البعد الأمني، بشكل قوي جدا، حيث جاءت بمعسكر بارشيد في المكلا، وهذا المعسكر، معظم عناصره من المثلث الغربي لليمن، غالبيتهم من الضالع، وهذا ينطوي على نية مسبقة على أساس إخضاع حضرموت، والسيطرة عليها بأي وسيلة كانت، وتجييرها لمصلحة النفوذ الإماراتي.

وأضاف: إذا كانت المسألة تتعلق بتسليم الأمر لأبناء المحافظة، كما يدعي الانتقالي، فلماذا جيء بمعسكر بارشيد بهذا القدر من الأسلحة إلى محافظة حضرموت؟ ولماذا لم يتشكل هذا المعسكر من أبناء حضرموت إذا كان الانتقالي حريص على هذا البعد؟

وتابع: السعودية خلال الفترة الماضية، لم تكن لتغض الطرف، عمّا يجري في حضرموت، وإنما ظلت على تواصل مع أدواتها التقليدية، ومع عناصرها ورجالها، لكن في الأخير، عندما رأت المجلس الانتقالي، والإمارات، يريدون الإعلان عن الانفصال من حضرموت، سارعت إلى فرض الأمر الواقع، من خلال تشكيل مجلس حضرموت الوطني.

وأشار إلى أن مجلس حضرموت الوطني، أسقط عمليا مشروع المجلس الانتقالي الانفصالي.

وأردف: الانقسام لم يعد يدور اليوم، حول فكرة الاختلاف في وجهة النظر السياسية، أو التجاذبات حول المشاريع السياسية، فهذه المشاريع، وهذا الاختلاف، بات يتوزع على النفوذ العسكري نفسه.

وزاد: مجلس حضرموت الوطني، يتكئ على قوات درع الوطن، فيما المجلس الانتقالي، والمشروع الانفصالي يتكئون على النخبة الحضرمية.

وقال: النخبة الحضرمية، هي جزء من هذا المشروع ودرعه والحامل العسكري له، والخطورة هي عندما يخرج الناس ليقولوا، نحن نؤيد ونبارك موقف النخبة الحضرمية، وسيخرج الطرف الآخر، ويقول، إن من حق قوات درع الوطن، أن تتموضع في هذا المكان، وأن يكون لها دور في المحافظة

وأضاف: المشهد يظل عبثيا، لأن ما يظهر على أنه سلوك مستقل، شواء من الانتقال، أو من الأطراف الأخرى في حضرموت، ففي النهاية اللعب في هذه المنطقة ليس مستقلا، ولا يتكئ على القدرات المحلية للأطراف المتصارعة، ولا يمكن لأي صراع يأخذ صبغة محلية أن يسفر عن أي شيء، ولا يمكن أن يذهب في أي اتجاه كان، بمعنى أن كل شيء مسيطر عليه.

ويرى أن الاطراف التي لها وجهات نظر مختلفة هي تعبر بشكل أو بآخر عن نفوذ إقليمي لحضرموت.

وقال: حضرموت اليوم، تتوزع بين نفوذين، النفوذ الإماراتي، والنفوذ السعودي، والنفوذ السعودي فيها قوي، لكن خلال السنوات العشر الماضية، استطاعت الإمارات أن تؤسس شريحة سياسية، واعتمدت بشكل أساسي على عناصر الحزب الاشتراكي اليمني، الذين أعادوا تدوير أنفسهم في مشروع الانتقالي، وهذه الشريحة السياسية، دعمت ماليا وعسكريا وعلى المستوى الأمني والاستخباراتي، الأمر الذي خلق تعقيدات أمام الطموحات السعودية.

 

صراع سعودي - إماراتي مفتعل:

يقول رئيس تكتل الإعلاميين والصحفيين ونشطاء المحافظات الشرقية، عمر بن هلابي، إن ما نراه في حضرموت اليوم، أن الانتقالي ليس له ثقل شعبي بين أبناء حضرموت، ومن خرجوا في التظاهرة، جاءوا بهم من لواء بارشيد والبعض من جيء بهم من خارج حضرموت، وعددهم لا يتعدى 3 آلاف شخص، كحد أقصى.

وأضاف: ما هو حاصل أن المسرحية تتكرر الآن، وهذه المسرحية نعتبرها بداية لإسقاط حضرموت وتسليمها، كما سلمت سقطرى، بنفس الاحتجاجات والرفض والقبول والعنتريات، من خلال صراع مفتعل، والذي يقال بأنه صراع بين السعودية والإمارات.

وتابع: الصراع السعودي الإماراتي، كرر في سقطرى ثم أبين ثم شبوة، ومن كان يرفض يتم ضربه بالطيران، لذا فإن هذه المسرحية هي بداية المسرحية لإسقاط حضرموت، بيد هذه القوة الانقلابية في عدن.

وأردف: نحن كحضارم ندرك، بأن هذه هي بداية المسرحية، وبداية المخطط لتسليم حضرموت، وتدميرها وتدمير أهلها، وكل من يرفض مشروع الانتقالي - الإماراتي، الذي فرض على المحافظات الجنوبية المحررة، وسط صمت وتآمر من القيادة العليا، خصوصا الرئيس العليمي، الذي شارك من خلال قرارات غبية وساذجة لإسقاط شبوة.

وزاد: حضرموت ترفض التبعية سواء لعدن أو لصنعاء، وهذا ما أكده مجلس حضرموت الوطني، وما أكده أبناء المناطق الشرقية، شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى، في مذكرتهم، التي رفعت إلى قيادة التحالف، ورئيس مجلس القيادة، والمبعوث الأممي، بأنهم لا يعتبرون أنفسهم جزءا من الجنوب، أو الشمال، وإنما هم شرق ولهم استحقاقات، وفقا للمرجعيات للثلاث.

 

مشاريع مختلفة

يقول المحلل السياسي، صالح النود، إن هناك مشاريع وأحد هذه المشاريع هو مشروع الدولة الجنوبية الاتحادية، وهناك مشاريع أخرى تتبناها مسميات، حتى هذه اللحظة ليس لها وجود على الأرض.

وأضاف: المجلس الانتقالي الجنوبي، موجود على أرض الواقع، ويوم أمس أظهرت التظاهرة، مدى شعبية الانتقالي وما يتبناه من قضية.

وتابع: المشاريع الأخرى، تحت مسميات مختلفة، عليها أن تثبت للشارع الحضرمي، بأن مشروعها مقبول، كما يفعل الانتقالي في كل مرة.

 

نقلا عن موقع: بلقيس نت

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://www.huna-aden.com - رابط الخبر: https://www.huna-aden.com/news78833.html