2022/03/02
بوادر صراع جديد في محافظة المهرة تتزعمه مليشيا المجلس الانتقالي

تحت لافتة "تمكين أبناء محافظة المهرة"، أطلق ما يسمى "المجلس الجامع" دعوة إلى فتح باب التسجيل، وتشكيل قوى جديدة في المحافظة خارج إطار مؤسسات الدّولة.

ويأتي هذا الظهور المفاجئ للمجلس الجامع عقب فشل العديد من مساعي الانتقالي المدعوم إماراتيا للسيطرة على محافظة المهرة، إلى جانب تحرّكات السعودية، التي تهدف هي الأخرى إلى الاستيلاء على مواقع مهمّة في المحافظة.

وفق مراقبين، فإن ما يسمى "المجلس الجامع" لا يهدف سوى إلى شق الصف المهري، وخلخلة النسيج الاجتماعي الذي ظل متماسكاً نسبياً خلال السنوات الثماني الماضية من عمر الحرب، مقارنة ببقية المحافظات.

 

  • رفض المشاريع

وفي السياق، يقول الناشط والقيادي في المقاومة الجنوبية، عادل الحسني: "إن أي صراع أو أي أجندة أو برامج أو مشاريع في محافظة المهرة ستكون مرفوضة، لأنه لا يوجد لها أي مبررات أو مسوّغات".

وأضاف الحسني، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "أبناء محافظة المهرة وقبائلها والسلطة والجيش سيكونون أول من يتصدّى لأي مشروع يستهدف محافظتهم المسالمة".

ويلفت إلى أن "محافظة المهرة ظلت بعيدة عن الصراع، وعن الحرب التي شهدتها أغلب المحافظات اليمنية ،وأصبحت ملاذا آمنا لأغلب اليمنيين".

ويذهب الحسني بالقول إلى أن "التحالف السعودي - الإماراتي هو الذي يدير هذه الفوضى وهذه الأمور، وما المجلس الانتقالي إلا مجرد شركة أمنية تابعة له".

ويرى الحسني أن "ما يجري في المهرة عبارة عن تجربة جديدة للتحالف"، لافتا إلى أن "الموضوع صراع كبير، وأجندة خطيرة لتمزيق البلد وتفتيته، تحت شعارات ولافتات مختلفة ومتعددة".

 

  • مبالغة وبدائل

بدوره، يقول ممثل المجلس الانتقالي الجنوبي في بريطانيا، صالح النود: "إن هناك نوعا من المبالغة فيما يحدث في محافظة المهرة".

ويرى النود أنه "ينبغي فهم السياق العام، والخلفية من وراء هذه الأحداث",، لافتا إلى أنه "لا يوجد هناك سلطة أو حكومة حقيقية في اليمن بشكل عام".

ويقول إنه "ونظرا لغياب الحكومة والسلطة، يجتهد أبناء المحافظات الجنوبية والمكوّنات، ومن ضمنها المجلس الانتقالي الجنوبي، لإيجاد بدائل لملء الفراغ الذي تركته الحكومة".

ويؤكد أن "ما يأتي من تحرّكات، سواء في المهرة أو حضرموت أو شبوة، تأتي حرصا من أبناء تلك المحافظات على أن يتجنّبوا احتمالات الويلات التي ما زالت تحيط بهذه المحافظات"، حد قوله.

ويؤكد أن "المجلس الانتقالي لم يكن هو المبادر لأي حركة داخل محافظة المهرة"، مشيرا إلى أن "أبناء المهرة هم الذين أرادوا أن يحدثوا هذا التغيير، وبالتالي الانتقالي سيقف مع هذه التحرّكات كما وقف في الهبة الحضرمية، وقبلها شبوة".

من جهته، يرى المحلل السياسي، عمر بن هلابي، أن "ما يحدث في المهرة هو نوع من النزق السياسي للمجلس الانتقالي".

ويضيف أن "الانتقالي الآن في الرمق الأخير من مشروعه الوهمي الذي سوّقوه، بعدما اتضح أنه مجرد جسر عبور لقوى ما يسميه هو قوى شمالية أو قوى احتلال".

ويوضّح بن هلابي أن "الانتقالي ظهر بشكل واضح بأنه مجرد جسر عبور لطارق صالح"، لافتا إلى "افتتاح فرع المؤتمر بشبوة مقر المجلس السياسي لما تسمى بالمقاومة الوطنية التابعة لطارق صالح".

ويفيد أن "الانتقالي حاول أن يخلط الأوراق في حضرموت عبر دعوات قوبلت برفض مجتمعي واسع، وبالتالي أحبط مشروعه، وخاصة مشروع مشلنة المجتمع في حضرموت".

ويوضح أن "التحالف ساند أبناء حضرموت من خلال توجيه الانتقالي بالتهدئة في حضرموت، ومنع التجنيد والملشنة".

ويعتقد بن هلابي أن "الانتقالي يحاول أن يعيد نفس السيناريو في المهرة"، مؤكدا أن "المجتمع المهري رافض لكل تحرّكاته، وسيفشل كما فشل في حضرموت وشبوة".

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://www.huna-aden.com - رابط الخبر: https://www.huna-aden.com/news70443.html