الإصلاحيون بين التضحية لأجل الجمهورية والجحود من قبل الجمهور
بقلم : مانع سليمان
اتركوا الإصلاحيين ودعوكم من المزايدة عليهم فلولاهم وثباتهم الجمهوري ما تبقى للجمهورية موطن يلجأ إليه اليمنيون .
ان كان ثمة مشكلة في الإصلاحيين فهي اندفاعهم غير المبصر في الدفاع عن الدولة التي كان لها مؤسسات معنية في الدفاع عنها .
فمهمة الدفاع عن الجمهورية لم تكن يوما من الأيام من مهام الأحزاب السياسية، ولم يكن على الإصلاح واجب الدفاع عن الدولة والجمهورية ومؤسساتها .
وزارة الدفاع وقوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب والأمن المركزي هي المعني بالدفاع عن الجمهورية ومؤسساتها وليسوا الإصلاحيين ، هذه الحقيقة التي يحاول الكثير تجاوزها .
وبامكاننا أن نسأل أين تلك الوحدات التي كانت تعرض في السبعين عن مهمة الدفاع عن الجمهورية وحماية مؤسساتها من الغزو الامامي البغيض ؟
حينما تصارحونا بالاجابة عن أين اختفت تلك القوات التي تم بناؤها من قوت الشعب وثروته ؟ ولماذا اختفت حينما بدأت الإمامة باجتياح محافظات الجمهورية واقتحام عاصمتها ؟
حينما تأتونا بالإجابة الصريحة عن تلك التساؤلات بإمكانكم أن تتحدثوا عن الإصلاحيين وتوجهوا سهام لومكم عليهم ، أما أن تتجاهلوا كل ذلك وتتجهوا بالنقد الغير بريئ لمن حضروا للدفاع عن الجمهورية يوم أن اختفت قوات وزارة الدفاع عنها ، ان حضورهم هذا لا يمثل عيباً فيهم وإنما مزية .
لقد حولوا أنفسهم من أعضاء حزب إلى فدائيين للوطن والجمهورية في اللحظة التي تحول الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب إلى فدائيين للإمامة والكهنوت .
واذا ما وجد قصور في أدائهم القتالي أثناء المعارك التي خاضوها ويخوضونها للدفاع عن الجمهورية بدلاً عن القوات التي خانت الجمهورية وتحولت إلى قوات امامية بين عشية وضحاها فإن ذلك طبيعي جداً لأنهم لم يتدربوا كما تدربت قوات الحرس الجمهوري التي تحولت إلى كتائب تسير تحت إمرة الإمام .
نعم ، من الطبيعي أن تكون مهارات الإصلاحيين ومن كان وفياً لجمهوريته ممن ليسوا اصلاحيين من الذين يدافعون عن الجمهورية تعاني من ضعف وقصور ، لأنهم لم يتدربوا في معسكرات الجمهورية كما تدربت القوات الخاصة التي أصبحت خاصة للدفاع عن الإمامة والكهنوت .
من الطبيعي أن يواجه الاصلاحيون متاعب ومشكلات في معاركهم خاصة وهم يواجهون الإمامة بسلاح تقليدي شخصي ، بينما المليشيات الامامية تواجههم بسلاح الجمهورية الذي تسلمت مخازنه من قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي كانت تلك المخازن تحت حمايتها في كل من الصمع والصباحة ونقم وعيبان .
أن مشكلة الإصلاحيين كامنة في اندفاعهم غير المبصر في مواقف الدفاع عن الوطن والدولة ، والذي بسبب ذلك أصبح الشعب وبعض السذج من النخب يتعاملون معهم وكأنهم وزارة الدفاع .
يا جماعة عيييب أقسم لكم بأن ما تمارسونه بحق الإصلاحيين عيييب كبير ، ويذكرني بموقف الثائر الثلايا الذي ثار بوجه الإمامة من أجل الشعب ، وبعد أن رأى التافهون من الشعب انكساره تنكروا لتضحيته من أجلهم ، وجاهروا بمطالبة الإمام بإعدامه ، فنظر إليهم نظرته الأخيرة وقال قولته المشهورة " لعن الله شعباً أردت له الحياة وأراد لي الموت "!
وحينما أتابع نقد الأغبياء والسذج للاصلاحيين والسخرية من تضحياتهم أجدني أرى في كل إصلاحي ثلايا ، لكني أراه ثلايا اخر ، ثلايا سينتصر ولن يعدم ، لأن الوضع غير الوضع والشعب أصبح غير الشعب ولن يتخلى الشعب عن أبطاله .
وانا هنا لا أدافع عن الإصلاحيين بقدر ما أدافع عن بلد تسعى السلالة الامامية إلى ابتلاعه بضرب بعضه ببعضه الآخر ، وتجر لتحقيق ذلك كثير من الخونة وقليل من السذج والحمقى والمغفلين .
ننتقد الاصلاح لتصحيح. المسار وذلك ليس عيبا ولا ممنوعا ، لكن أن نتحول إلى أبواق لاستهدافهم من قبل المشروع السلالي ، فإن ذلك الذي لن نقبله ولن نرضاه، ويكفينا أنا خسرنا المؤتمر ، والذي كانت الإمامة هي البديل عنه ، فلن نقبل بأن نخسر الإصلاح اليوم لتحل محله الإمامة كما حلت محل المؤتمر من قبل .