2021/12/28
انكشاف اللعبة السعودية.. الحوثيون يبدؤون بمغادرة بيحان في شبوة باتجاه صنعاء

بدأت قيادات حوثية بمغادرة مديرية بيحان بمحافظة شبوة، في تأكيد على أن السيطرة والانسحاب من غرب المحافظة كان مسرحية تقف وراءها السعودية.

وقالت مصادر مطلعة إن عوض بن فريد المحوط ومن معه الذين تم تعيينهم من قبل جماعة الحوثي، غادروا صباح اليوم باتجاه صنعاء.

وأكدت المصادر أنه تم إنزال الصور من مبنى دار الضيافة وتفكيك منظومة الألواح الشمسية من مبنى معسكر ألأمن وسط مدينة العلياء.

كما أكدت وجود أوامر لدى عناصر الحوثيين بمغادرة بيحان باتجاه البيضاء.

 

عدو عدوي صديقي الحميم”.. لطالما شكلت هذه الحكمة السياسية حجر الأساس لإقامة علاقات وطيدة بين جماعة الحوثييين الإنقلابية في اليمن، وبين دولة الإمارات العربية المتحدة، وأفضت فيما أفضت إليه من دمار شامل طال كل شبر في اليمن، وحرب ضروس فتكت بالبشر والشجر والحجر، وتقويض كلي لسلطات الدولة في صنعاء أولاً، وفي عدن تالياً.

العلاقة التي كانت محل شك في السنتين الأولى من انقلاب الحوثيين على السلطة في صنعاء، وإخراج حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي (المعترف بها دولياً) منها، تأكدت وتوثقت بعشرات الشواهد والدلائل الدامغة التي تؤكد التقاء مصالح نظام أبوظبي ونظام الحوثي في نقاط كثيرة فيما يخص الملف اليمني، الأمر الذي سمح بنشوء وتعزيز علاقة ترابط وود متبادل بين الطرفين.

وبالنسبة لمراقبين مهتمين بالشأن اليمني، فإن أكبر مصائب اليمن تتمثل في هذه العلاقة بين الطرفين، والتي يفضل يمنيون وصفها بالعلاقة الشيطانية أو “تحالف الشر”، مؤكدين أنها السبب الرئيسي لما تشهده البلاد من ويلات ومآسٍ مستمرة منذ 6 سنوات.

ومؤخراً انطلقت حملة شعبية في اليمن لفضح التحالف السري بين الإمارات ومليشيا الحوثي تحت وسم #الإمارات_تدعم_الحوثي، شارك فيه الآلاف من الناشطين والصحفيين والسياسيين في اليمن والخارج، وأورد الكثير من الوثائق والمستندات والوقائع التي تفضح هذا الحلف بين الطرفين، في أعقاب قرار لوزارة الخزانة الأمريكية بعقوبات على شركات مقرها الإمارات وتتبع شخصيات حوثية بارزة، وتقوم هذه الشركات بتمويل المجهود الحربي للمليشيا في اليمن.

ونورد في هذا التحليل 4 أسباب رئيسية لتلاقي المصالح بين نظام بن زايد في أبوظبي ونظام الحوثي في صنعاء:

1- مع اليمنية الاتحادية

يمكن القول إن العداء لمشروع دولة اليمن الجديدة بعد ثورة 11 فبراير 2011م، هي من قصت شريط العلاقة الوثيقة بين الإماراتيين والحوثيين في اليمن، فأبوظبي رأت في الدولة الجديدة التي لا تزال تتشكل ملامحها في مؤتمر الحوار الوطني تهديداً مباشراً لنفوذها السياسي ومصالحها التجارية في المنطقة، وخاصة في منطقة خليج عدن التي تشكل أكبر تهديد لمؤسسة موانئ دبي العالمية، وهي أحد أعمدة الاقتصاد الإماراتي.

وبالمثل فقد رأى الحوثيون أن الدولة الجديدة أكبر مهدد حقيقي لبقاء مشروعهم، خاصة وأن الثورة التي تقود هذا المشروع قد أطاحت بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح (المؤسس الحقيقي للحوثيين).

وتشير شهادات تاريخية أدلى بها مسئولون في الحكومة اليمنية وعلى رأسهم الرئيس اليمني هادي إلى قيام بتدبير مخطط للإنقلاب على الرئيس هادي في صنعاء، وأوكلت تنفيذ هذه المهمة لجماعة الحوثيين، وقدمت لهم في سبيل ذلك دعماً ومالياً وعسكرياً كبيراً، وهو ما حدث لاحقاً فيما يعرف بأحداث 21سبتمبر الأسود 2014م

 

العداء المشترك للاصلاح 

السبب الثالث وراء التقاء الأهداف بين نظام بن زايد ومليشيا الحوثيين هو العداء المشترك من قبلهما لحزب الإصلاح اليمني.

ويمثل الإصلاح العدو الأول للحوثيين لأنه يمثل أكبر مكون شعبي مناهض لمشروع الحوثيين في اليمن الشمالي، والداعم الأكبر للحكومة الشرعية في اليمن بشماله وجنوبه.

 

كما أن حزب الإصلاح له وجود كبير في الجنوب (فعلياً هو الحزب الوحيد الكبير الذي له وجود مؤثر في الشمال والجنوب)، ويلعب الحزب دوراً في التصدي لمشروع الانفصال في الجنوب، وكذلك تقوية موقف الحكومة الشرعية في مواجهة اعتداءات الانفصاليين.

ولا تخفي الإمارات وحلفاؤها الانفصاليون عداءهم للإصلاح في الجنوب، بل إنهم استهدفوا رموزه أو المقربين له، إضافة إلى التحالف مع قيادات سلفية متطرفة في مواجهته.

وبالطبع عداء أبوظبي لحزب الإصلاح ليس نابعاً فقط من كونه داعماً للحكومة الشرعية اليمنية في مواجهة الانفصاليين الموالين للإمارات، ولكن أيضاً بسبب مرجعيته السياسية الإسلامية.

يشار إلى أن الجنرال السعودي أنور عشقي كان أكد في لقاء له مع قناة “روسيا اليوم”، عام 2016، أن الإمارات دعمت الحوثيين في اليمن بالمال مقابل ضرب “فئة معينة”، لم يسمها حينها، إلا أن مراقبين اعتبروا أن الفئة هي حزب الإصلاح اليمني

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://www.huna-aden.com - رابط الخبر: https://www.huna-aden.com/news69345.html