2021/12/27
حيدره : هناك أطراف ترتب تموضعها السياسي لملئ فراغ اتفاق الرياض

كتابات

حيدره محمد

بين الحين والحين تتجدد الدعوات المطالبة بتنفيذ اتفاق الرياض ..

 والسؤال هل نستطيع أن نعتبر تلك الدعوات دعوات جادة وحقيقية وتستحق اهتمام جميع الأطراف ذات الصلة بالاتفاق !!

 أم أنها دعوات مضللة وموجهة للاستهلاك السياسي !!

في تقديري أن استهلاك تلك الدعوات سياسيا لن يقدم شيء يستحق الاهتمام ولن يفضي إلى نتيجة قادرة على تغيير صورة المشهد ..

 بل على العكس تماما ..

 فأن تلك الدعوات تدين نفسها بنفسها وتوجه اصابع الاتهام مجددا للجهة المطالبة بالعودة للاتفاق بتنفيذ ما عليها من التزامات ..

الجهة التي رفعت من سقف توقعاتها على حساب تطلعاتها وهي تعلم من البداية أن لا علاقة لتطلعاتها تلك بمضامين واشتراطات الاتفاق مسبقا ..

والمفارقة أن تلك الدعوات صادرة عن سياسيها وإعلاميها ..

وكان من الممكن أن يكون لتلك الدعوات أهميّتها لو أنها جاءت في وقتها الافتراضي المناسب وبالتحديد في الوقت الذي كانت فيه التوجهات الحثيثة تحاول أنقاذ ما يمكن انقاذه من استحقاقات الاتفاق الذي لم ينفذ منه سوى اشتراطات الجهة المطالبة بتنفيذه ..

وعلى ما يبدو أن التطورات التي تلت الاتفاق لا تنسجم مع تلك الدعوات المتأخرة قياسا للفارق الزمني الشاسع بينها وبين المرحلة التي ابرم فيها الاتفاق ولا يبدو أن تلك الدعوات فاعلة بالقدر الذي يتناسب مع المتغيرات الإقليميّة والتي تغيرت توجهاتها ولم تعد كما كانت في السابق ..

وجميعها تناقضات توحي بان تلك الدعوات لا تستند على رؤية واضحة ومنطلقاتها مفصولة عن الواقع وتعاني من فصام سياسي حاد يمنعها من الخروج من دائرة تقوقعها وجمودها السياسي الواقع تحت سيطرة الإملاءات ..

وبينما تلك الدعوات تراوح مكانها لا تكاد تكف الدعوات المضادة لها عن المطالبة بتنفيذ الشق الأمني والعسكري من الاتفاق !!

 وتلك الدعوات المناوئة ليست بالجديدة وهي تتمسك بمطلبها الثابت منذ سريان الاتفاق والذي لايزال ثابتا تجاه أزمة تنفيذ الاتفاق وبشكل كامل ..

وأن كانت محاولة حرف مسار الاتفاق باتجاه شبوة شرقا تمثل فرصة مواتية للاستمرار في متابعة مثل هكذا دعوات إلا أنها لا تخدم توجهاتها وهنا يكمن سبب التوافق بينها وبين الهدف الرئيس من تبنيها وألا وهو الضغط أكثر لإزاحة رأس قيادة شبوة ومعلوما أن ذلك لا يتعارض مع طبيعة الدور الذي تلعبه تلك الاصوات والابواق ..

وفي حين تنشغل تلك الدعوات المطالبة بتنفيذ الاتفاق بسجالها السياسي الغائب عن الوعي ..

 تنشغل اطراف أخرى خارجة عن إطار الاتفاق بترتيب تموضعاها السياسيّة المستجدة لملء حيز الفراغ الذي ستخلفه الجهة المعرقلة لتنفيذ الاتفاق ..

والذي بدأ عمليا في تهيئة متطلبات انسحابها الكلي لوجستيا ..

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://www.huna-aden.com - رابط الخبر: https://www.huna-aden.com/news69309.html