2020/11/10
صفحات من النضال المجيد.. على عتبة ذكرى الإستقلال الأول

 

إعداد/ نصر صالح

ونحن على عتبة الإحتفاء بالذكرى 53 لإستقلالنا الوطني الأول من الإستعمار والإحتلال البريطاني لجنوبنا اليمني الذي عاد محتلا من جديد للأسف الشديد، لعل من المفيد أن نستذكر بعض صفحات النضال المجيد لشعبنا..

▪ غزوات عدة:
كانت عدن وما زالت هدف اطماع كثير من الغزاة على مر التاريخ نظرا لموقعها الاستراتيجي المتميز، ولقد توالت على عدن الكثير من القوات الغازية والدول المستعمرة، نذكر منها الآتي:
اقدم البرتغاليون على غزو عدن على رأس قوة بحرية ضخمة عام 1513م وفشلت حملتهم بعد مقاومة قوية وبأسلوب ذكي. ثم في عام 1548م استولى العثمانيون على عدن بقيادة سليمان باشا القانوني، ومنها انطلقوا لاحقا للإستيلاء على معظم اليمن بما فيها صنعاء باستثناء المناطق الريفية والحبلية الوعرة.
ولم تكن عدن وحدها محل أطماع الغزاة، فقد كانت حضرموت كذلك، حيث غزى البرتغاليون مينائها في الشحر عام 1523م، وسطر الوطنيون الحضارم ملحمة بطولية في التصدي ودحر ذلك الغزو.

▪ الغزو البريطاني:
وفي 1799 تمكنت بريطانيا من إحتلال جزيرة ميون (بريم)، ثم ونظرا لأهمية عدن كمفتاح البحر الأحمر وباعتبارها ستشكل همزة وصل بين المستعمرات البريطانية في جنوب شرق آسيا والوطن العربي، قامت بريطانيا عام 1839م باحتلالها بعد مقاومة عنيفة من السكان.
وتمكنت بريطانيا من الجنوب اليمني بسياستها المعروفة التهدئة وإغراق الأعيان والمشائخ والسلاطين بالهدايا ودفع رواتب مجزية ومنحهم ألقاب ونياشين براقة، ورغم ذلك فقد حاول سلطان لحج استعادة عدن ثلاث مرات في عامي 1840و1841م لكن تلك المحاولات لم تنجح نظراً للفارق الهائل في تسليح القوتين.

▪ الإنتفاضات التي سبقت ثورة اكتوبر:
خلال فترة الاحتلال البريطاني قامت ثورات وانتفاضات مسلحة قبلية متفرقة في معظم مناطق الجنوب، سبقت ثورة الرابع عشر 1963 المجيدة.. وأبرز تلك الثورات والانتفاضات: 
- ثورة بن عبدات في حضرموت خلال الفترة من عام 1941 وحتى عام 1945، قد فيها الحضارم شهداء كثر وتكبد خلالها الإحتلال البريطاني خسائر كبيرة.
- ثورة قبائل ربيز العوالق.. هذه الثورة تعتبر من أهم الثورات لتي كبدت الانجليز خسائر فادحة. واستمرت هذه الثورة أربع سنوات من عام 1945 حتى 1958، ولم تستطع القوات البريطانية أن تضع لها مركزا دائما في حطيب برغم انها قصفت بيوت تلك القبائل بالطائرات ومدافع الهون حتى أجبرت الأهالي على مغادرة بيوتهم وسكنوا الجبال والشعاب ومنهم انتقل الى الشمال.
- وفي عام 1957م تمركز ثوار دثينة في جبل فحمان.
- في عام 1958م قامت قبائل الصبيحة بانتفاضة مسلحة ضد قوات الاحتلال البريطاني.
- وفي 1958م حتى  1960م تمركز ثوار العوالق في كور العوالق وقاموا بضربات موجعة لقوات الاحتلال.
- وفي الأعوام من 1958م حتى 1961م نشطت الحركات الثورية في عدد من المناطق بعضها، وكانت بعضها متزامنة وأخرى متفرقة في الضالع ودثينة الفضلي والعوالق العليا والسفلى والعزيبة والصبيحة ويافع والواحدي وبيحان والعبادل والحواشب.
- وفي عامي 1961م / 1962م قامت قبائل يافع بانتفاضات مسلحة في فترات متعددة ضد الانجليز..
- وفي عام 1961 م قامت قبائل حضرموت الساحل بانتفاضة مسلحة قوية جابهتها بريطانيا بقوة باطشة لقمعها، استشهد فيها عدد كبير الثوار.
- وفي نفس العام قامت قبائل حضرموت الصحراء الربع الخالي بأعمال شبيهة بحرب العصابات، تمثلت بزرع الكمائن لقوافل الجيش البريطاني وقطع الطرقات عليها.

▪ دور عدن المميز في الحركة الوطنية:
ولقد كان لمدينة عدن الباسلة الصامدة الدور الأكبر والأول في النضال. ففيها تكونت البذور الأولى للنضال اليمني، سواء عبر تشكيل الأحزاب والتنظيمات والجمعيات والاندية والنقابات، او من خلال قيام الصيادون والعمال والتحار والطلبة بالإضرابات العمالية والمظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية ضد الإستعمار البريطاني لعدن والرفضة لوصاية وإحتلال بريطانيا لبقية مناطق الجنوب اليمني والذي كان متسترا خلف قناع الحماية لـ 24 سلطنة وإمارة ومشيخة.

 الأحزاب والجمعيات الوطنية في عدن:
ومن الأحزاب والجمعيات والاندية الوطنية التي تأسست في عدن، نذكر منها ما تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، وهي:
- الجمعية العدنية في مطلع الخمسينات .
- رابطة أبناء الجنوب العربي عام 1950.
- مؤتمر عدن للنقابات عام 1956م. (ثم في وقت لاحق انشئت النقابات الست).
- الحزب الوطني الاتحادي 1958، وفي نفس العام تأسست الجمعية الإسلامية .
- وخلال الأعوام من 1958م الى 1960م ازداد عدد الأحزاب والمكونات السياسية بعضها استمرت وأخرى لم تستطع الاستمرار.
- وفي عام 1962م تأسس حزب الشعب الاشتراكي، والذي كان له دور بارز وكبير في العمل السياسي والنقابي.
- وفي أكتوبر عام 1963 م تم الإعلان تكوين جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل، والذي تعدل مسماها إلى الجبهة القومية.
- في يناير عام 1966م تم دمج منظمة التحرير مع الجبهة تحت مسمى جبهة التحرير.

▪ مسيرة الثورة حتى الإستقلال:
وبعد قيام ثورة سبتمبر تطور العمل الثوري وجد ثوار الجنوب مساحة واسعة ومساعدة ومساندة قوية من أخوانهم المصريين ومن أخوانهم في الشمال برغم وضعهم وظروفهم آنذاك فقد كانوا يواجهون حرب شرسة قادتها المملكة السعودية في محالة إحباط الثورة والقضاء على النظام الجمهوري استمرت سبع سنين.
وشهدت ردفان خلال عامي 1962 و1963 نشاطا مكثفا للثوار. وفي 14 اكتوبر 1963 قامت الثورة لتحرير الجنوب اليمني المحتل تزامنا مع استشهاد راجح بن غالب لبوزة.. (كان استشهاد لبوزه قبل إعلان تشكيل جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل وقبل تبني العملية والإعلا رسميا عن قيام الثورة).
وتوسعت الثورة في سائر مناطق الجنوب، ففي نوفمبر عام 1963 م قام ثوار الحواشب باغتيال المستشار البريطاني، وفي نفس العام دخلت الثورة المسيمير والشعيب. 
- وفي 10 ديسمبر 1963م نفذ خليفة عبدالله حسن خليفة اول عملية فدائية داخل مستعمرة عدن بتفجير قنبلة في مطار عدن في إطار الكفاح ضد الاحتلال البريطاني أسفرت عن إصابة المندوب السامي البريطاني (تريفاسكس) بجروح ومصرع نائبه القائد جورج هندرسن، كما أصيب أيضاً بإصابات مختلفة 35 من المسؤولين البريطانيين وبعض وزراء حكومة الاتحاد الفيدرالي التي شكتها بريطانيا. وكانوا يهمون بصعود الطائرة للتوجه إلى لندن لحضور المؤتمر الدستوري الذي أرادت بريطانيا من خلاله الوصول مع حكومة الاتحاد إلى اتفاق يضمن لها الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية في عدن.
- وفي11 ديسمبر 1963م صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي قضى بحل قضية الجنوب اليمني المحتل وحقه في تقرير مصيره.
- في 7 فبراير 1964م كانت أول معركة للثوار اليمنيين استخدموا فيها المدافع الرشاشة في قصف مقر الضابط البريطاني في ردفان (لحج).
- وفي 3 أبريل 1964م شنت ثماني طائرات حربية بريطانية هجوماً عدوانياً على قلعة حريب، في محاولة للضغط على الجمهورية العربية اليمنية، لإيقاف الهجمات الفدائية المسلحة التي يشنها الفدائيونوينطلقون من أراضيها.
- وفي 28 أبريل 1964م شن مجموعة من فدائيي حرب التحرير هجوماً على القاعدة البريطانية في الحبيلين (ردفان) ، وقامت طائرات بريطانية في 14 مايو 1964م بغارات ضد الثوار في قرى وسهول ردفان، أدت إلى تدمير المنازل في المنطقة، كما أسقطت منشورات تحذيرية للثوار الذين أسمتهم بـ”الذئاب الحمر”، وفي 22 مايو 1964م أصاب الثوار في ردفان طائرتين بريطانيتين من نوع “هنتر” النفاثة.
كما انطلق الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني وأعوانه في إمارة الضالع.
- وفي 24 يوليو 1964م انطلق الكفاح المسلح في إمارة الضالع بقيادة علي احمد ناصر عنتر، عقب عودة عدد من الشباب بعد مشاركتهم في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962 في صفوف الحرس الوطني..
واشتدت العمليات الفدائية على قوات الاستعمار التي أصدرت قانون الطوارىء في 19 يونيو 1965م.
- وفي عام 1965م اعترفت الأمم المتحدة بشرعية كفاح شعب الجنوب طبقاً لميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
- وفي 22 فبراير 1966 أصدرت الخارجية البريطانية “الكتاب الأبيض” الذي أعلن فيه رسمياً قرار بريطانيا القاضي بمنح مستعمرة عدن والمحميات الاستقلال مطلع 1968م. 
- وفي 22 أبريل 1966م أسقط ثوار جيش التحرير طائرة بريطانية أثناء قيامها بعملية استطلاعية لمواقع الثوار في الضالع والشعيب، فأرسلت السلطات الاستعمارية للغاية نفسها طائرة أخرى، وكان مصيرها كسابقتها.
- وفي 28 يوليو 1966م قام فدائيو حضرموت بقتل الكولونيل البريطاني جراي، قائد جيش البادية. (وكان هذا الضابط هو الذي نفذ عملية اغتيال المناضلة الفلسطينية رجاء أبو عماشة عند محاولتها رفع العلم الفلسطيني مكان العلم البريطاني أثناء فترة الانتداب البريطاني لفلسطين).
- وفي أغسطس 1966م اعترافت بريطانيا بقرارات منظمة الأمم المتحدة لعامي 1963 و1965م القاضي بحق شعب الجنوب اليمني المحتل في تقرير مصيره.
- وفي 31 ديسمبر 1966م قام ثوار جيش التحرير بهجوم مباغت على القاعدة البريطانية في الضالع، أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة ثمانية آخرين، وتدمير ثلاث سيارات “لاند روفر”، وإحراق عدد من الخيام بما فيها من مؤن ومعدات.
- وفي 8 مارس 1967م أصدرت الجامعة العربية قراراً تشجب فيه الوجود البريطاني في جنوب اليمن.
- وفي 2 ابريل 1967 حدث إضراب عام شل كافة أجهزة العمل في مدينة عدن، دعت إليه الجبهة القومية وجبهة التحرير في وقت واحد.
- وفي 3 أبريل 1967م نفذ فدائيو جبهة التحرير عدة عمليات عسكرية ناجحة ضد مواقع وتجمعات المستعمر البريطاني في مدينة الشيخ عثمان بعدن، كبدوا خلالها القوات الاستعمارية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وسقط خلالها عدد من الشهداء في صفوف الفدائيين.
وتمكن الفدائيون في 20 يونيو 1967م من السيطرة على مدينة كريتر لمدة أسبوعين.
- وفي 14 نوفمبر 1967 أعلن وزير الخارجية البريطاني (جورج براون) أن بريطانيا على استعداد تام لمنح الاستقلال لجنوب الوطن اليمني في 30 نوفمبر 1967م وليس في 9 يناير 1968م، كما كان مخطط له سابقاً.
- وفي 21 نوفمبر 1967 بدأت المفاوضات في جنيف بين وفد الجبهة القومية ووفد الحكومة البريطانية من أجل نيل الاستقلال وانسحاب القوات البريطانية من جنوب اليمن، وجرى في ختامها توقيع اتفاقية الاستقلال بين وفد الجبهة القومية برئاسة قحطان محمد الشعبي، ووفد المملكة المتحدة (بريطانيا) برئاسة اللورد شاكلتون.
- وفي 26 نوفمبر 1967 بدأ انسحاب القوات البريطانية من عدن، كما غادرها في نفس اليوم المندوب السامي البريطاني (حاكم عدن) السير هامفري تريفليان.

إعداد #نصرصالح 2020/11/10
1460 كلمة

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://www.huna-aden.com - رابط الخبر: https://www.huna-aden.com/news61223.html