هنا عدن | متابعات
سجلت مدينة تعز، جنوب غرب اليمن، خلال الأيام الماضية ارتفاعاً حاداً في أسعار صهاريج المياه، في واحدة من أكبر موجات الغلاء التي تشهدها المدينة منذ سنوات، وسط تفاقم الأزمة الاقتصادية وانهيار الخدمات الأساسية.
وبحسب سكان محليين وسائقي شاحنات تحدثوا لـ"المصدر أونلاين" فقد بلغ سعر حمولة الماء الواحدة (6000 لتر) بين 60 و80 ألف ريال يمني.
وقال علي عبدالله، سائق شاحنة نقل مياه، إن "تكاليف التشغيل ارتفعت بشكل كبير. لا يتعلق الأمر فقط بالديزل، بل يشمل أجور التعبئة، الصيانة، وقطع الغيار، إلى جانب وعورة الطرق وازدحامها". وأضاف: "نعمل حتى ساعات متأخرة من الليل لتأمين المياه للسكان".
ويُعزى هذا الارتفاع إلى الانهيار المتواصل في قيمة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، إضافة إلى زيادة أسعار الوقود، وخاصة مادة الديزل، التي تشكل العمود الفقري لتشغيل شاحنات نقل المياه في المدينة.
ويعتمد عدد كبير من سكان تعز على صهاريج المياه لتلبية احتياجاتهم اليومية، في ظل غياب شبه تام لشبكة المياه الحكومية، التي توقفت عن العمل بشكل منتظم منذ سنوات.
وقال عمر بن شهاب، باحث في شؤون المياه، إن "تعز تعاني من فقر مائي طبيعي بسبب موقعها الجبلي، إلى جانب الاستنزاف غير المنظم للمياه الجوفية، وغياب مشروعات فاعلة للصرف الصحي". وأكد أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى تداعيات صحية وزراعية خطيرة، بينها تفشي الأوبئة وتدهور الأمن الغذائي.
وطالب مواطنون السلطات المحلية بالتدخل لضبط الأسعار وتوفير حلول مستدامة، بما في ذلك إعادة تأهيل شبكة المياه وتوسيع مشاريع تحلية مياه البحر أو حصاد مياه الأمطار.
وتُعد تعز من أكثر المحافظات اليمنية تأزماً من حيث الأمن المائي، حيث ظلت أزمة المياه تشكل هاجساً مستمراً لسكانها منذ عقود.
المصدر اونلاين