هنا عدن | متابعات
يعيش قصر معاشيق، مقر الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن، حالة شلل شبه تام رغم عودة أحمد عوض بن مبارك إلى عدن لممارسة عمله منتصف الأسبوع الماضي بعد غياب لمدة ثلاثة أشهر.
ويعزز من هذه الحالة رفض معظم الوزراء التجاوب مع دعوات وتوجيهات رئيس الحكومة بن مبارك.
وحسب إفادة مصادر متعددة لـ"المصدر أونلاين"، فإن معظم الوزراء "قاطعوا" أمس الأربعاء دعوة وجهها لهم بن مبارك لحضور مأدبة إفطار، ولم يحضر سوى ثلاثة من الوزراء.
وكان تنظيم الإفطار الجماعي محاولة من رئيس الحكومة لإنهاء حالة الشلل التي تصيب الحكومة، والتي انعقد آخر اجتماع لها في 7 نوفمبر العام الماضي قبيل مغادرة بن مبارك عدن إلى الرياض، باستثناء اجتماع استثنائي وحيد عقده بن مبارك عبر تقنية التواصل المرئي، وتم فيه إقرار ما يسمى "الخطة الاقتصادية الحكومية للأولويات العاجلة".
الخميس الماضي، دعا بن مبارك الوزراء لحضور جلسة مقيل ودية، لكن لم يحضر سوى 6 وزراء من إجمالي 13 وزيراً موجودين في العاصمة المؤقتة عدن. إلا أن العدد تناقص، وكان عدد الذين استجابوا لدعوة الإفطار أمس الأربعاء 3 وزراء فقط، هم وزير الداخلية ووزير التربية والتعليم ووزير الصناعة والتجارة بالإضافة إلى نائب وزير المالية.
وفيما يواصل الوزراء مقاطعة دعوات رئيسهم بن مبارك ويتهمونه بتعطيل عمل الحكومة، فإن الأخير يعتقد أن هذه المقاطعة تأتي ضمن الضغوطات لتمرير قرار إقالته الذي ظل مطروحاً على طاولة مجلس القيادة خلال الأشهر الماضية، وكان وشيكاً قبل أن يتم التراجع عنه أو تأجيله في الأيام الأخيرة بسبب أن الأسماء المطروحة كبديل غير مقنعة للرعاة الإقليميين.
مصدر في الحكومة، والذي تحدث لـ"المصدر أونلاين" طالباً عدم الإفصاح عن اسمه، قال إن معظم الوزراء توصلوا إلى قناعة أن بن مبارك عطل عمل الحكومة ويدفع بها نحو الفشل الكامل.
دلل على هذا الطرح بالقول إن ما تبقى للحكومة من الإيرادات غير النفطية تراجع بنسبة أكثر من 70٪، فبينما كانت الإيرادات في فبراير 2024 تتجاوز 90 مليار ريال، وصلت في أكتوبر من نفس العام إلى 18 مليار ريال، مشيراً إلى أن هذا التراجع ناتج عن دخول رئيس الحكومة في إشكالات مع المحافظين ومسؤولي الوزارات والمؤسسات الإيرادية.
وأشار المصدر إلى أن الإيرادات في أحسن أحوالها، قبل التراجع، كانت بالكاد تغطي مرتبات قوات الجيش والأمن، والتي تصل إلى 70 مليار ريال شهرياً.
وكانت عودة بن مبارك المستعجلة إلى عدن مطلع الأسبوع الماضي قد جاءت بعد يومين من عودة عيدروس الزبيدي، وكان الأخير يرتب لعقد اجتماع للحكومة يترأسه هو.
ومن المقرر أن يصل رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي إلى عدن الأسبوع القادم، وسيكون أمامه التعاطي مع حالة الشلل التي تصيب رئاسة الوزراء.
قد يكون الأمر مرهوناً بإصرار المجلس الانتقالي على الإطاحة ببن مبارك، خاصة أن ممثليه في الحكومة يقاطعون كل دعوات الأخير لأي اجتماعات ودية أو رسمية.
يذكر أن منصبي مدير مكتب رئيس الوزراء وأمين عام مجلس الوزراء لا يزالان شاغرين منذ توقيفهما ثم إقالتهما في نوفمبر من العام الماضي.
المصدر اونلاين